*حسن شريم*
يومًا بعد آخر نزفّ شهداءنا على طريق القدس، حيث يحتضن تراب الوطن أجسادهم الطاهرة ويختزن حكاياهم وبطولاتهم، وتتحول أضرحتهم إلى مزار لنا حيث نناجي أرواحهم ويقتلنا الحنين ويلوعنا الشوق، ولا تكفينا كلّ الدموع لنخبّر عن مدى الامتنان الذي يتسع مع كلّ شمس أكثر.
ومع ارتقاء الشهداء وذكرى القادة، زار وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم، روضة الشهيدين وروضة الحوراء زينب (ع) في الضاحية الجنوبية لبيروت، وأهدى سورة الفاتحة لشهداء المقاومة الإسلامية في لبنان.
بيرم أكد في حديث لموقع "العهد" الإخباري أنّ هؤلاء الشهداء صنعوا مجد لبنان وكرامته وقال: "نحن جئنا إلى هذه الروضة المباركة واسمها على مسمى روضة من رياض الجنّة، لأنّ فيها أهل الحياة الحقيقية، فنحن أهل الحياة الفانية وهم أهل الخلود، وهم الذين صنعوا هذه الحياة بدمائهم وقدّموا أغلى ما لديهم ونستشهد بالحديث الشريف الذي يقول "إنّ ثمن أنفسكم الجنة فلا تبيعوها بأقل من ذلك"، فهؤلاء الشهداء قاموا ببيعٍ مع الله وعطاءٍ مع الله، وهم الذين أعطونا العزّة والفخر وأثبتوا لنا أنّ الحياة الحقيقية هي الحياة المليئة بالكرامة".
وأضاف: "جئنا لننهل من أهالي الشهداء ونستفيد منهم لأنهم أهل الجهاد والعطاء والكرامة والخير وأهل الوطن الحقيقي لأن هؤلاء الشهداء هم شهداء الوطن كل الوطن الذين يصنعون مجده وكرامته ويوجهون رسالة للعدو بأنّ في لبنان رجالًا يصنعون المستقبل المشرّف والنصر ويغيرون المعادلات".
وعن المجزرة التي ارتكبها الاحتلال أمس في النبطية قال بيرم: "إنّ هذا ديدن العدو الصهيوني وهو ما دأب عليه وهذا ما عودنا عليه ونشأنا عليه فالعدو يرتكب كلّ يوم العديد من المجازر ويمارس وحشيته وإجرامه بأبشع الصور وكل هذا لا يعكس سوى فشله أمام رجال الله في غزّة ورجال الله في لبنان فـ"بفش خلقه" بالمدنيين، وارتكاب مثل هذه المجازر لن يمرّ مرور الكرام فالزمن الذي كنا نُقتل فيه وحدنا تغيّر وانتهى، كذلك الزمن الذي نُهجّر فيه وحدنا انتهى، واليوم الكلّ يحسب لنا ألف حساب بفضل هؤلاء الشهداء والمجاهدين والبيئة الحاضنة والواعية والمقتدرة فبفضلهم نحن نصنع الحياة الحقيقية، وهذه المجزرة الوحشية لن تمرّ دون عقاب وهذا وعد الله ووعد رجال الله والأيام بيننا وبينهم إن شاء الله".
